(( قطرات الماء القليلة وحبات الرمل الضئيلة تصنع الأعاجيب ))
ولكن هل ندرك ذلك فعلاً ؟
المتمعن في حالنا إن كان في المنتديات أو في عالمنا الواقعي يدرك أن الإجابة واضحة وفاضحة : لا غالباً .
ما نكاد نخطو خطواتنا الأولى حتى نصيح : وصلنا !! وما كدنا ننطلق حتى ....
هل صغُر طموحنا (فردياً وجماعياً) لهذا الحد ؟
أم هو مجرد إدعاء لنجاح نعتقد خطأ بإستحالته ؟
يكفي أن يتخذ أحدنا علبة " كوكا كولا " فارغة بدلاً لكرة قدم يراوغ بها نفسه ليطالب بمكانه في المنتخب !
ويكفيه أيضاً أن يعرف بالتقريب تاريخ سقوط غرناطة ليصبح مختصاً في التاريخ الإسلامي لا تاريخ الأندلس فحسب !
ويكفي أن يحفظ جملتين ركيكتين بلغة أجنبية ليدعي ويفخر كونه مثقفاً عالمياً قابلا للتصدير !
يكفي فرقنا الرياضية أن تنهزم "بشرف" ونحسب ذلك إنتصاراً تُقام له الأفراح والليالي الملاح !
ويكفي أن نستصدر قراراً يُشهد العالم أننا ضحايا إعتداء من عدونا لننعم بليالي هادئة نترقب الإعتداء القادم !
نحن عموماً نقيم أفراحاً للنجاح قبل أن ننجح ونقيم مآتم للفشل بدل أن نجعله جسراً نحو النجاح القادم .
نتوه في سلسلة من التبريرات لا تبحث في سبب الإخفاق بقدر ما ترمي لرمي الكرة بعيداً ....عنا .
هي عين أصابتنا !
لا بل الزمن أدار ظهره لنا أو ربما يكون الحظ إختار معسكراً غير معسكرنا !
نتوقف ، نتباكى وفي أحسن الأحوال نبقى نحتفل بنجاح سابق أو حتى موهوم !