[size=25]
(عبرة)ضياع فرصة رمضان:
يحكى أنّ صيّاداً كان يسترزق من الصيد في البحر كل يوم يرمي شباك الصيد و يتعيّش مما يتفضّل الله عليه من أسماك و خيرات البحر
و في يوم من الأيام رمى هذا الصيّاد
بسنارته في ماء البحر و إذ بسمكة كبيرة لا بأس بها تعلق بها فسحبها الصياد
و تحمد الله على ما رزقه و انصرف إلى داره , و بعد أن وصل الصياد إلى داره
هم بفتح السمكة و تنظيفها تمهيداً لبيعها فبعد أن شق بطن السمكة و باشر
بالتنظيف وجد في بطن السمكة جوهرة كبيرة الحجم ….... ففرح الصياد بها و
ذهب إلى خبير من خبراء الجواهر ليستشيره و يقدر ثمنها و بالفعل قام هذا الخبير بتفحص الجوهرة و دراستها و أجابه
بكلّ أمانة : “ إن هذه الجوهرة ثمينة جداً و لأكون صادقاً معك فإنني مهما
أعطيك ثمناً لها فإنها تساوي أكثر من ذلك .. فلا قدرة لي على شراء مثل هذه
الجوهرة الثمينة لا أنا و لا غيري من العاملين في هذا المجال فسأله الصياد
مالعمل فأجابه عليك بالملك فأمواله كثيرة ربما يكون قادراً على أن يشتريها
منك
و بالفعل توجه الصياد إلى قصر الملك و طلب مقابلته و عرض عليه الجوهرة
ليشتريها فجاء الملك بما لديه من خبراء في الجواهر و الأحجار الثمينة و
بعد دراسة و تمحيص توصّلوا إلى أنّ هذه الجوهرة بالفعل غالية الثمن بشكل
كبير و أنه يصعب وضع ثمنٍ لها ….......فما الحل سأل الصياد
أجابه الملك : ما رأيك أن أشتريها منك مقابل أن أتركك في خزائن مالي مدة 5 ساعات تأخذ منها ما تشاء .
فكّر الصياد و بعد موازنة و تقدير و جد الصياد هذا العرض مرضياً فقبل به .
و بالفعل قام الملك بتوجيه الأمر
لأمين هذه الخزائن ليأخذ الصياد و يفتح له أبواب الخزائن و يمكنه من أن
يأخذ منها ما يريد طيلة الخمس 5 ساعات التي سمح بها الملك
دخل الصياد فوجد الخزائن متكونة من 5 أبواب :
-
فتح الباب الأوّل فوجد فيه
السبائك الذهبية و قد ملأت المكان فأعجبه المنظر و قال في نفسه لا بدّ لي من أن أستغل الوقت لأحضر شيئاً يحمل لي أكبر قدر ممكن من السبائك
- إلا أنّ فضوله دفعه لاستكشاف الأبواب الباقية ففتح
الباب الثاني فوجد فيه
النقود الكثيرة الفضية و الذهبية , الدناير و الدراهم , الريالات و الجنيهات........ فأضمر في نفسه ما أضمره في المرة الأولى
- إلا أن فضوله لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه إلى
الباب الثالث ففتحه و إذ ب
سرير الملكهذا السرير الّذي لم يرَ الصياد مثيلاً له من قبل له ذهب و أحجر ثمينة و
فرش ناعمة و ثيرة و قد علاه تاج الملك الثمين فدعته نفسه ليجرّب المنامة
عليه و لو مرّة واحدة لأنه في حياته لم ينم على مثل هذه الفرش الوثيرة بل
دائماً على الفرش الخشنة و الوسائد الممزقة التي في داره *فما زال لديه
متسعٌ من الوقت ليجرب النوم على هذا السرير و ليحضر وسيلةً يحمل عليها
الأموال و السبائك الذهبية* و بالفعل توسّد الصياد هذا الفراش و الثير و
غطّ في النوم
فإذا به يستيقظ على صوت أحد الخدم يوقظه معلماً له بأن المدة -مدة الخمس5 ساعات- قد انتهت و آن وقت رحيله قد حان
فرحل دون ان يحصّل أياً مما كان بإمكانه أن يحصل عليه مما وعده الملك به و قد أضاع فرصة ذهبية لا يـمكن أن تعوّض .