تحدث المحاضر ديفيد جيمس ويعد من كبار العلماء فى مركز علوم الرياضة بجامعة شيفيلد هالام بانجلترا، كما كان ديفيد المحاضر الرئيسى فى جولة حول علوم الفيزياء المتعلقة بهندسة الأوليمبياد عام 2004. كثيرا عن الضربات الحرة في مباريات كرة القدم وهو الأمر الذي أظهرت فيه التكنولوجيا تقدما غير مسبوق، حيث تم الاعتماد على تكنيكات مختلفة فهدف الضربات الحرة أن اللاعب يضرب الكرة بأقصى سرعة الأمر الذي يسبب بلبلة للخصم ومن ثم يحرز هدف، ولكن إذا لم نعرف السرعة المطلوبة لن يستطيع اللاعب إحراز الهدف.
[البرازيلي روبرتو كارلوس ]
البرازيلي روبرتو كارلوس
وعرض جيمس مادة فيلمية ظهر بها اللاعب روبرتو كارلوس ملك الضربات الحرة وهو يصوب الكرة، وشرح المحاضر ما يحدث وقت الضربة الحرة حيث تدور الكرة حول نفسها مرة واحدة قبل دخول المرمى.
تميز كارلوس بهذا النوع من الضربات، ولكي نفهم كيف تدخل الكرة إلى المرمى علينا أن نعي جيدا فكرة السرعات والقوة.
أضاف جيمس: صورنا بعض اللاعبين وهم يسددون الكرة تجاه المرمي، وفحصنا طريقة امتصاص الكرة لهذه الضربات، وفحص طريقة اصطدام القدم بالكرة لأننا نصنع أحذية لاعبي كرة القدم ونريد صنع أحذية تستطيع التصويب بشكل أسرع وتساعد اللاعب على إحراز هدفه.
ووصف ديفيد جيمس عملية ضرب الكرة قائلا: تلمس القدم الكرة لمسة تأخذ مدة 5 ثوان لتغادر القدم، ويتذبذب القدم للأمام والوراء وإذا تحركت القدم كثيرا تفقد الضربة قدرا من سرعتها وقوتها ولذلك يجب أن يكون الحذاء مصمم بشكل أن يكون الجزء الأسفل منه أكثر صلابة من الجزء الأمامي حتى لا تفقد الضربة قوتها.
مضيفا: هذا الأمر يتطلب دراسات أيضا بخصوص الكرة من حيث قدرتها على الانثناء وتحملها لضغط القدم، ووقف المحاضر على الكرة شارحا: عندما وقفت على الكرة فإن قدر ضغط الكرة يصل من 2 إلى 3 سم ووزني حوالي 90 كجم. وهذا الوزن يمثل مقدار الضغط على الكرة، فمقدار الضغط = وزني. ومعظم لاعبي كرة القدم يزنون من 70 إلى 75 كجم ومعرفتنا لهذه المعلومات تجعلنا نصنع حذاء يجمع بين المرونة والصلابة.
الحذاء قديما كان صلبا الأمر الذي يجعل حركة اللاعب ولياقته أكثر صعوبة من الآن، ومن ثم قمنا بتصميم حذاء يكون مرن في المقدمة ولكنه صلب في نهايته، وأضاف: القوة تتركز عند الكعبين ولهذا فإن تصميمات الحذاء تراعي هذا جيدا، ونراعي أيضا شكل الكرة فمعظم الكرات في اللعبات المختلفة فضلا عن كرة القدم تتميز بسطح خشن، وهذا الأمر لم يأت بالصدفة ولكنه جزء من التصميم.
الكرة العادية تبدو وكأنها تطير لأعلى مهما حاولت أن تضربها بقوة لا تسير في خط مستقيم وكأنها تصارع الهواء وهذا يرجع إلى أنها ملساء للغاية وتتجاوب مع حركة الهواء، وتطير ثلث المسافة إذا كان سطحها أملس.
في كأس العالم 2006 كان هناك تصميم جديد للكرات حيث بدت أكثر استدارة وملساء بشكل أكبر و أثارت جدل لأنها خفيفة. وعند التصميم نضع الكرة في أنفاق للهواء لتتصارع معه ونختبر مدى استجابة الكرة لسرعة الهواء وهي طريقة لدراسة سلوكيات الكرة.
وهناك مشكلة أخرى تواجه صناع الكرة وهي أن الكرة حين تبتل وتصاب برطوبة يزداد وزنها ففي الستينيات ازداد وزن الكرة ضعفا في يوم شتوي مطير مما يؤثر على حركتها وسرعتها. ويلفت المحاضر إلى أن مهارات كروية عديدة تظهر في أمريكا اللاتينية نظرا لأن الطقس لديهم جاف والكرة لا تبتل وتحكمهم في الكرة يكون أكبر.
وأكد المحاضر: أنت لا تضرب الكرة في مركزها ولكن في أحد جوانبها لتشكل ضغط على الكرة وتدور حول نفسها عدة مرات. وهذا ما يحدث أيضا في كرة البيسبول، وكل اللعبات، عندما تبدأ الكرة في الدوران المستمر تتحرك كميات الهواء إلى أسفل عكس عدم دورانها حيث يكون الهواء فوقها وتحتها متساو.
الكرة ونيوتن
استفدنا من نظرية نيوتن لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الاتجاه. فتدفق الهواء إلى أسفل يقابله ارتفاع الكرة إلى أعلى وبذلك تطير الكرة لمسافة أبعد. هكذا نجد الأمر في لعبة التنس أيضا حيث يضرب اللعب الكرة من جانب فتذهب إلى أعلى ثم تنزل في أرض الخصم وهذا يساعد لاعب التنس على التدريب على مثل هذه الكرات وكيفية تلقيها بشكل مناسب حتى ينتصر.
ويضرب المحاضر مثلا بهدف بيكهام اللاعب البريطاني حين كانت انجلترا تلعب ضد اليونان عام 2002 تعادل الفريقان، ثم سجل بيكهام الضربة الحرة لفريقه ليصنع المجد وينتصر فريق بلاده، يمكننا أن نحلل ما الذي حدث الأمر ليس بمعجزة بل الفيزياء هي التي تقف وراء كل هذا.
[بيكهام لاعب المنتخب الانجليزى]
بيكهام لاعب المنتخب الانجليزى
نحن نتحدث عن هندسة كرة القدم، وبصفتنا من اللاعبين القدامى نضرب الكرة بطرق متباينة ولدينا أشكال مختلفة من الإنسان الآلي لنقيس درجة قوة ركلة الكرة. ونستعين بالإنسان الآلي ليكرر الحركة والضربة الواحدة أكثر من مرة وهو الأمر الذي لا يستطيع الإنسان عمله.
ومن جانب آخر يؤكد جيمس: في الرياضة فكرة التطير بشكل عام تسيطر على اللاعبين، فهم يرفضون التغيير ويشعرون أن أي تطور وتغير في الكرة يشكل كارثة، فكل لاعب يريد أن يلقي بأخطائه على ظروف خارجة عنه مثل أرضية الملعب، سوء تصميم الكرة وغيرها من العوامل ومن ثم أي تطوير في الكرة سيكشف كثير من تقصير اللاعبين، فهم يعارضون التطور لأن هذا الأمر يعبث بالروح النفسية لهم.
تقدم حتى لا تتأخر
يؤكد المحاضر أن علم كرة القدم علم كبير يفيد اللاعبين فيما يخص الجوانب النفسية والتدريب وكيفية التعامل مع الإصابات وغيرها. ويضيف: في خضم هذه المميزات يجب ألا نغفل أن كرة القدم وغيرها من الرياضات يتحكم بها عنصر اقتصادي مؤثر، ومن لديه الإمكانيات هو من يتفوق.
علم كرة القدم نشأ في بريطانيا واستراليا، كل العالم لديه جزء من هذا العلم لأنه موجود في الجامعات ولكن كيف نستفيد منه ونحول هذه الأطر الأكاديمية الأساسية مثل الفيزياء والقوانين العلمية الأخرى إلى مهارات يتم استخدامها في تطوير الرياضات المختلفة. إن ما تعاني منه الرياضة في دول العالم الثالث هو غياب المعرفة في كيفية الاستفادة من النظريات العلمية المختلفة.
وأوضح المحاضر: أن للتكنولوجيا محددات يجب أن تقف عندها للمحافظة على السلامة وضرب مثلا قائلا: في الماضي كانت سرعة السيارات أقل من الآن ولكن سرعة السيارة الآن أصبح يؤثر على أداء المحرك وثبات السيارة، ولا يجب أن ننسى أن الغرض من الرياضة هو غذاء الروح والجسد وتأمين سلامة اللاعبين، والاستخدام المبالغ فيه للتكنولوجيا يخرج بها عن هدف الرياضة الرئيسي.
وفي نهاية حديثه أثار ديفيد جيمس قضية العدل الرياضي قائلا: يجب أن تتاح التكنولوجيا للجميع أو تغيب عن الجميع حتى يكون هناك تكافؤ في الفرص، ولا نجد أن فريق يمكنه إحراز النصر بسهولة على فريق آخر نظرا لامتلاكه التكنولوجيا، التي إن توقفت تتدهور الأمور لأنك إذا لم تتقدم ستتأخر
