كيف انتصر هؤلاء ؟!!..
انتصروا ..
بالدعاء ، والتضرع إلى ربّ الأرض والسماوات ..
باعوا الأنفس والأموال ..
فاشتراها الله ..
فربح البيع والله ..
باعوا الأنفس والأموال ..
فاشتراها الله ..
فربح البيع والله ..
البائعون نفوسهم لمليكهم
والحاملين إلى الوغى أرواحهم
قوم كأنَّ وجوههم شمس الضحى
إن أسدل الليل البسيم ستاره
أو أشرق الصبح البهيج فلن ترى
ملكوا الفؤاد وما دروا يا ويحهم
يتلذذون ببذلهم ويرونه
الله أمضى بيعهم وتكرما
وعلى نحورهم تحدّرت الدما
طلعت ففرّ الليل كالح مظلما
عكفوا على آي الكتاب ترنما
إلا الكتائب حاسراً ومعمما
إنَّ الفؤاد بهم يهيم متيما
حقاً أكيداً للإله ومغنما
ربح البيع والله ..
أن تجعل حياتك لله ..
كلها خالصة لوجه الله ..
دعوة لله ..
وجهاداً في سبيل الله ..
حياة ..
ظاهرها .. عذاب ، وضيق ..
وباطنها ..عذوبة ، وبريق ..
ظاهرها ..دموع ، وألم ..
وباطنها ..خشوع ، وأمل..
تعب الجسد ..
ونعيم الروح ..
جسد يمشي على الأرض ..
وروح ترفرف حول العرش ..
{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ..
{ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } ..
قال ابن عباس ..
فضل الله : الإسلام ..
ورحمته : أن جعلكم من أهل القرآن ..
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، وقاعدين ، وراقدين ..
أحينا مسلمين ، وتوفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين يا ربّ العالمين ..
3- السهم الثالث : سهام الجمعة ..
وما أدراك ما يوم الجمعة !!..
أين السابقون يوم الجمعة ؟!..
لا تُنصر الأمة إلا بأولئك الذين يرفعون أكف الضراعة إلى ربّ الأرض والسماء..
في معركة عين جالوت ..
انتظر الملك المظفر قطز بالمسلمين وقت صلاة الجمعة ليباشروا قتال أعدائهم ؛ وخطباء المسلمين على المنابر يعجون إلى الله مع المسلمين إلى الله بالدعاء أن يؤيدهم وينصرهم ..
ولما نشبت المعركة واشتدت تعرض السلطان للقتل على أيدي التتار ..
فأحاط به مجموعة من الفرسان قذفوا بأنفسهم شاهرين سيوفهم يدافعون عنه ..
وكان فارس ملثم يدافع عنه ، فأصابته طعنة قاتلة خرَّ على إثرها صائحاً : صُن نفسك يا سلطان المسلمين ..صُن نفسك يا سلطان المسلمين ..ها قد سبقتك إلى الجنة ..ها قد سبقتك إلى الجنة ..
ولما تبين للسلطان أنَّ الفارس الملثم إنما هو السلطانة _ زوجته _ هاله الأمر ..
اسمعي رعاكِ الله ..
اسمعي بارك الله فيكِ ..
حمل زوجته حتى أدخلها الخيمة ، ووضعها على فراشها ، وأخذ يقبل جبينها والدموع تنهمر من عينيه وهو يقول : وازوجاه .. واحبيبتاه ..
فأحست به ورفعت نظرها إليه وقالت بصوت متقطع وهي تجود بروحها : لا تقل واحبيبتاه .. لا تقل واحبيبتاه ..
ولكن قل : واإسلاماه ..
ولكن قل : واإسلاماه ..
ثم ما لبثت أن لفظت أنفاسها الأخيرة ..
فوضع السلطان على جبينها قبلة ، ومسح دموعه ، وترك الشهيدة لمن يتولى تجهيزها ،وخرج إلى جيشه فكبَّر وكبروا ، وحملوا واستبسلوا ، واشتدت الهجمات فتقدم السلطان فكشف عن خوذته وألقى بها إلى الأرض ، وصرخ بأعلى صوته :
وإسلاماه ..وإسلاماه ..
ودعوات المصلين في المساجد ترتفع إلى ربِّ الأرض والسماء ..
اللهم انصر الإسلام والمسلمين ..
..
وحمل القائد المظفر قطز ومن معه على التتار حملة صادقة وهم يرددون آيات الله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ } ..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ ، وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ }..
بالصبر ..
والثبات ..
والدعاء ..
تنتصر الأمة على أعداء الإسلام ..
برهبان الليل ، وفرسان النهار ..
يُقهر الكفار ..
اعلمي رعاكِ الله ..
واعلم بارك الله فيك ..
إنَّ قيام الليل ..
وإطلاق السهام في الظلام ..
عزّ في الدنيا ..
وشرف في الآخرة ..
وعون على الأعداء في الجهاد ..
سأل عظيم الروم رجلاً من أتباعه كان قد أُسر مع المسلمين ..
فقال : أخبرني عن هؤلاء القوم !..
قال : أخبرك كأنك تنظر إليهم ..
هم رهبان بالليل ..
فرسان بالنهار ..
لا يأكلون في ذمتهم إلا بثمن ..
ولا يدخلون إلا بسلام ..
يقفون على من حاربوه حتى يأتوا عليه ..
فقال عظيم الروم : لئن صدقت ليملكُن موقع قدمي هاتين ..
ولقد فعلوا ..ولقد فعلوا _ لله درهم _ ..